تجده دائما بين مقاهي وسط البلد المكتظة بالزبائن، يلعب بالنار لعبته الخطيرة، يشعل النار وويدخله في فمه ليخرجه منطفئ، ثم يشعله مرة أخرى ويشرب ''الجاز'' دون أن يبلعه ويرشق به النار فتتصاعد ألسنة اللهب وتتصاعد معها دهشة وإعجاب أعين المتفرجين، وما أن ينتهى من عرضه حتى يمر على الجالسين يجمع ''رزقه''.
يلعب ''تامر'' بالنار منذ أن تعلم اللعبة من عمه وهو في العاشرة من عمره، وأصبحت من يومها مصدره لـ''لقمة العيش''، هو الآن في الخامسة والعشرين من عمره، متزوج ويعيش بمنزل بسيط بالقلعة، يعمل بالنهار ''ماسح أحذية'' وفي المساء حاوي يأكل النار لـ4 ساعات يوميا حتى يستطيع أن يكفى احتياجات أسرته.
وضعه اللعب بالنار في العديد من المخاطر وسبب له بعض الإصابات المؤلمة؛ فقد احترق ذقنه وهو ينفخ النار في إحدى المرات، كما تعرض لبلع الكثير من الجاز والبنزين فى مرات أخرى أثناء وضعه في فمه مما أدى إلى إصاباته بقرح في معدته، ورغم ذلك يعتز ''تامر'' بلعبته التي يرى أنها نادرة ولا يمارسها الكثيرون لما تحمله من مخاطر، كما تتميز بجمهور كبير وشعبية قديمة بين الناس .
ويفضل ممارسة لعبته بالنار فى الشارع وليس في السيرك؛ حيث يقول '' أشعر بالحرية وأنا ألعب فى الشارع، فأنا رئيس نفسى فيه، بينما السيرك كله قواعد وتحكمات والرزق فيه ضيق، ولقمة العيش تحب البراح '' .
ويوضح ''تامر الحاوي'' - كما يلقبه البعض - كيف يتغلب على رائحة ''الجاز'' من فمه قائلا: '' أغسل فمي بـ''الشامبو'' بعد انتهاء اللعب لأنه الأقوى فى الإزالة، ثم أمارس حياتي بشكل طبيعي باقي اليوم''