ثبََتَ في الصَّحيح ( صحيحُ مُسلمٍ ) - عنْ سيدِّنا رسولِ اللهِ ، صلِّ ياربِّ عليهِ وعلى آلهِ وباركْ وسلِّم ْ ، الصَّادقِ الأمينِ الذي ، لا يَنْطِقُ عنْ الهوى ، انهُ ، قالَ : [ قَالَ : لَمْ يَتَكَلَّمْ فِي الْمَهْدِ ، إِلَّا ثَلَاثَةٌ ـ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ـ وَصَاحِبُ جُرَيْجٍ ،
وَكَانَ جُرَيْجٌ رَجُلًا عَابِدًا ، فَاتَّخَذَ صَوْمَعَةً ، فَكَانَ
فِيهَا فَأَتَتْهُ أُمُّهُ ، وَهُوَ يُصَلِّي ، فَقَالَتْ : يَا جُرَيْجُ ،
فَقَالَ : يَا رَبِّ أُمِّي وَصَلَاتِي !! ، فَأَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ ،
فَانْصَرَفَتْ ، فَلَمَّا كَانَ مِنْ الْغَدِ ، أَتَتْهُ ، وَهُوَ
يُصَلِّي ، فَقَالَتْ : يَا جُرَيْجُ ، فَقَالَ : يَا رَبِّ أُمِّي
وَصَلَاتِي !! ، فَأَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ ، فَانْصَرَفَتْ ، فَلَمَّا
كَانَ مِنْ الْغَدِ ، أَتَتْهُ ، وَهُوَ يُصَلِّي ، فَقَالَتْ : يَا
جُرَيْجُ ، فَقَالَ : أَيْ رَبِّ أُمِّي وَصَلَاتِي !! ، فَأَقْبَلَ عَلَى
صَلَاتِهِ ، فَقَالَتْ : اللَّهُمَّ : لَا تُمِتْهُ ، حَتَّى يَنْظُرَ
إِلَى وُجُوهِ الْمُومِسَاتِ !!! ، فَتَذَاكَرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ ،
جُرَيْجًا ، وَعِبَادَتَهُ ، وَكَانَتْ امْرَأَةٌ بَغِيٌّ يُتَمَثَّلُ
بِحُسْنِهَا ، فَقَالَتْ : إِنْ شِئْتُمْ لَأَفْتِنَنَّهُ لَكُمْ ، قَالَ :
فَتَعَرَّضَتْ لَهُ ، فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهَا ، فَأَتَتْ رَاعِيًا
كَانَ يَأْوِي إِلَى صَوْمَعَتِهِ ، فَأَمْكَنَتْهُ مِنْ نَفْسِهَا ،
فَوَقَعَ عَلَيْهَا ، فَحَمَلَتْ ، فَلَمَّا وَلَدَتْ ، قَالَتْ : هُوَ
مِنْ جُرَيْجٍ ، فَأَتَوْهُ ، فَاسْتَنْزَلُوهُ وَهَدَمُوا صَوْمَعَتَهُ ،
وَجَعَلُوا يَضْرِبُونَهُ ، فَقَالَ : مَا شَأْنُكُمْ ؟؟ ، قَالُوا :
زَنَيْتَ بِهَذِهِ الْبَغِيِّ ، فَوَلَدَتْ مِنْكَ !! ، فَقَالَ : أَيْنَ
الصَّبِيُّ ؟؟ ، فَجَاءُوا بِهِ ، فَقَالَ : دَعُونِي حَتَّى أُصَلِّيَ ،
فَصَلَّى ، فَلَمَّا انْصَرَفَ ، أَتَى الصَّبِيَّ ، فَطَعَنَ فِي بَطْنِهِ
، وَقَالَ : يَا غُلَامُ ، مَنْ أَبُوكَ ؟؟؟ ، قَالَ : فُلَانٌ الرَّاعِي ،
قَالَ : فَأَقْبَلُوا عَلَى جُرَيْجٍ يُقَبِّلُونَهُ وَيَتَمَسَّحُونَ
بِهِ ، وَقَالُوا : نَبْنِي لَكَ صَوْمَعَتَكَ مِنْ ذَهَبٍ ، قَالَ : لَاأَعِيدُوهَا مِنْ طِينٍ كَمَا كَانَتْ ، فَفَعَلُوا ، وَبَيْنَا صَبِيٌّ يَرْضَعُ مِنْ أُمِّهِ
، فَمَرَّ رَجُلٌ رَاكِبٌ عَلَى دَابَّةٍ فَارِهَةٍ ، وَشَارَةٍ
حَسَنَةٍ ، فَقَالَتْ أُمُّهُ : اللَّهُمَّ : اجْعَلْ ابْنِي مِثْلَ هَذَا ،
فَتَرَكَ الثَّدْيَ ، وَأَقْبَلَ إِلَيْهِ ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ :
اللَّهُمَّ : لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى ثَدْيِهِ ،
فَجَعَلَ يَرْتَضِعُ ، قَالَ : فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
، وَهُوَ يَحْكِي ارْتِضَاعَهُ بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ فِي فَمِهِ ،
فَجَعَلَ يَمُصُّهَا ، قَالَ : وَمَرُّوا بِجَارِيَةٍ وَهُمْ
يَضْرِبُونَهَا ، وَيَقُولُونَ زَنَيْتِ سَرَقْتِ ، وَهِيَ تَقُولُ :
حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ، فَقَالَتْ أُمُّهُ : اللَّهُمَّ :
لَا تَجْعَلْ ابْنِي مِثْلَهَا ، فَتَرَكَ الرَّضَاعَ ، وَنَظَرَ إِلَيْهَا
، فَقَالَ : اللَّهُمَّ : اجْعَلْنِي مِثْلَهَا ، فَهُنَاكَ تَرَاجَعَا
الْحَدِيثَ ، فَقَالَتْ : حَلْقَى ، مَرَّ رَجُلٌ حَسَنُ الْهَيْئَةِ ،
فَقُلْتُ ، اللَّهُمَّ : اجْعَلْ ابْنِي مِثْلَهُ ، فَقُلْتَ : اللَّهُمَّ :
لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ ، وَمَرُّوا بِهَذِهِ الْأَمَةِ ، وَهُمْ
يَضْرِبُونَهَا ، وَيَقُولُونَ : زَنَيْتِ سَرَقْتِ ، فَقُلْتُ :
اللَّهُمَّ : لَا تَجْعَلْ ابْنِي مِثْلَهَا ، فَقُلْتَ : اللَّهُمَّ :
اجْعَلْنِي مِثْلَهَا ، قَالَ : إِنَّ ذَاكَ الرَّجُلَ كَانَ جَبَّارًا ،
فَقُلْتُ : اللَّهُمَّ : لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ ، وَإِنَّ هَذِهِ ،
يَقُولُونَ لَهَا : زَنَيْتِ وَلَمْ تَزْنِ وَسَرَقْتِ وَلَمْ تَسْرِقْ ،
فَقُلْتُ : اللَّهُمَّ : اجْعَلْنِي مِثْلَهَا ]