عندما مات (آدم) و(حواء)، وظن (إبليس) أن موتهما انتهاءً لهروبه من المواجهة،
وأن بإمكانه الظهور علناً للبشر وشنّ حربه عليهم، لأنهم ضعفاء لا يقدرون
على المواجهة .. فظهر للعلن ومعه خلق من شياطين الجن والمردة والغيلان
ليبسط نفوذه على الحياة في الأرض.
لكن الرب شاء أن ينصر بني الإنس على الجيش الإبليسي الذي أسسه (إبليس) من
الجن والمردة والغيلان، حين نصرهم برجلٍ عظيم اسمه (مهلاييل) ونسبه هو:
"مهلاييل بن قينن بن انوش بن شيث عليه السلام بن آدم عليه السلام" .. ويروى
أنه ملك الأقاليم السبعة وأول من قطع الأشجار.
قام (مهلاييل) بتأسيس مدينتين محصنتين هما: مدينة بابل ومدينة السوس
الأقصى، ليحتمي بها الإنس من أي خطرٍ يهددهم .. ثم أسس جيشه الإنسي الذي
كان أول جيش في حياة الإنس للدفاع عن بابل والسوس الأقصى، وقامت معركةٌ
رهيبة بين جيش (مهلاييل) وجيش (إبليس)، وكتب الرب النصر بها للإنس، حيث
قُتل بها المردة والغيلان وعدد كبير من الجان، وفرّ (إبليس) من المواجهة.
(المصدر البداية والنهاية لابن كثير).