في بلدة دي كيرونيا بصقليه بدئت الأحداث
الغريبة في البلدة عندما كان احد السكان و يدعى السيد فزانيو يجلس بهدوء
داخل منزله و هو يشاهد احد البرامج التلفزيونية ثم فجأة و بدون مقدمات
شبت النار في جهازه التلفزيوني و تحول خلال لحظات إلى كرة محترقة من
اللهب , و لم يمض وقت طويل حتى بدئت حرائق غامضة مشابهة تندلع في منازل
أخرى , و بدا كأن هناك قوة مغناطيسية مجهولة تجذب النار إلى الأجهزة
الكهربائية كالبرادات و أجهزة التلفاز و أدوات المطبخ و العجيب أنها كانت
تحترق حتى عندما تكون لا تعمل أو غير موصولة إلى التيار الكهرباء , بل إن
الأعجب و الأغرب هو أن هذه الحوادث استمرت حتى بعد أن قامت شركة الكهرباء
المحلية بقطع التيار الكهربائي نهائيا عن البلدة , و خلال الأيام
التالية اخذ السكان يتحدثون عن أمور عجيبة أخرى بدئت تحدث في منازلهم مثل
انفجار أجهزة الهاتف المحمول و احتراقها من تلقاء نفسها و كذلك تدفق
النار من حنفيات المياه! و عن قطع الأثاث المنزلية التي صارت تزحف بعيدا
عن مصادر التيار الكهربائي كأنما هناك قوة خفية ما تدفعها و تحركها باتجاه
معاكس لكل ما يمت للكهرباء بصلة
الاعتقاد بأن سبب
الحرائق هو النشاط البركاني في شمال جزيرة صقلية و أن هذا النشاط أدى إلى
انبعاث شحنات كهرومغناطيسية تفاعلت مع التيار الكهربائي العادي و تسببت
في نشوب النار في الأجهزة الكهربائية , لكن هذه الفرضية لم توضح لماذا
تركزت هذه الانبعاثات البركانية المزعومة في بلدة دي كيرونيا فقط
فرضية ثانية زعمت
أن سبب الحرائق هو قيام شخص ما بصنع جهاز يولد عند تشغيله مجال
كهرومغناطيسي يطلق شحنات من الطاقة على شكل صواعق كهربائية أدت حسب
الفرضية إلى نشوب النيران في أجزاء مختلفة من البلدة , لكن هذه الفرضية
لم توضح كيف أن السكان لم يسمعوا الأصوات المدوية الشبيهة بصوت الرعد و
التي يجب أن تترافق مع عمل هكذا جهاز و لا السبب الذي يدعو شخصا ما إلى
صنع هكذا جهاز
النظرية او الفرضية
الأكثر قبولا من قبل الباحثين هي أن النيران اندلعت في البلدة بسبب تجمع
كميات كبيرة من الشحنات الكهربائية الساكنة , أي مثل ذلك النوع من
الشحنات الناتج عن احتكاك المشط البلاستيكي مع شعر الإنسان أو التي
نلاحظها عند خلع و ارتداء الملابس المصنوعة من النايلون أو البولستر و
التي يتولد عنها شرارات كهربائية صغيرة يمكن مشاهدتها بسهولة في الأماكن
المظلمة , و رغم أن هذه النظرية تبدو مقبولة و أكثر إقناعا من سواها و لكن
السؤال الذي يبقى مبهما و بدون جواب هو لماذا تجمعت هكذا شحنات كهربائية
داخل شوارع و منازل بلدة كنيتو دي كارونيا الصقلية ؟.